الحسد والشفقة كأمثلة على التركيز على صورة انطباعية واحدة.
عندما يعمد أحدهم إلى إطلاق الأحكام على شيء ما فإنه غالبـًا ما يركز على السمات البارزة لهذا الشيء أكثر من تركيزه على تفاصيله الدقيقة، والأمر نفسه ينطبق على شعورنا بالحسد أو الشفقة حيال شخص ما.
فالحسد هــو ردّ فعل عاطفي سلبي ينشأ عندما نقابل آخــرين يتمتعون بظروف حياة أفضل كثيرًا من ظروف حياتنا، أما الشفقة فهــي عكس الحسد إذ أنها ردّ فعل عاطفي سلبي ينشأ عندما نقابل آخــرين يقاسون ظروف حياة أسوأ كثيرًا من ظروف حياتنا.
إلاّ أن ثـَـمَّـة دراسات تشير إلى ما يعرف باسم “نظرية وهم التركيز على صورة انطباعية ذهنية واحدة” مؤكدة على أن ذلك الوهم ينطبق في حالة الشعور بالحسد والشعور بالشفقة، إذ تكون لدينا انطباعات منقوصة حيال ظروف حياة مثل أولئك الأشخاص، حيث نركز مثلا على الصورة الذهنية الانطباعية عن الظروف الاستثنائية الطيبة التي يتمتع بها الشخص الآخــر المحسود مع إهمال أنه لا يزال يواجه منغصات قليلة، والظروف الاستثنائية السيئة التي يعاني منها الشخص الآخــر المشفق عليه مع إهمال أنه لا يزال يتمتع بملذات قليلة.
وقـدّ عملت تلك الدراسات على تطبيق مهام تهدف إلى نزع تلك الصورة الانطباعية الواحدة من الذهن، وكانت مصممة للفت انتباه الذهن إلى لحظات السعادة والحزن الأخـرى التي يمر بها هؤلاء. وقـدّ أدت تلك المحاولات بالفعل إلى الحـدّ من الشعور بالشفقة والحسد، إلاّ أنها بينت أن محاولة الحـدّ من الشعور بالشفقة كانت أصعب من غيرها.
اضف تعليق