مجلة نفس

الرجـُـل – تلك القطعة الفنية الرائعة

ما الذي يجعل من الرجل رجلاً؟ هل هــو عمره، أم مورثات الذكورة فيه، أم ثـَـمَّـة مقاييس أخـرى، جسدية أو غير جسدية؟

 

بحسب إحـدى الدراسات التي تعرف باسم “أطروحة الرجولة المزعزعة” فإن الرجولة ليست مجرد ناتج لقوانين الزمن وعـِلـْم الأحياء، بل إن الرجولة ما هــي إلاّ مكانة اجتماعية مزعزعة يصعب اكتسابها بقدر ما تسهل خسارتها، وتبتعد في نفور عن كـُـلّ ما يمت بصلة للطابع الأنثوي سواء في السلوك أو اللغة أو العواطف.

 

فلطالما كانت طقوس البلوغ التي تحتفي بمآثر القوة والشجاعة والتحمـُّـل تقام من أجل الفتيان وليس الفتيات، إلاّ أن مثل تلك الطقوس ليست شائعة في عصرنا الحديث بقدر ما كانت عليه في السابق، بما لا يترك لمعظم الفتيان فرصة سانحة لاكتساب رجولتهم وإثباتها، فيؤدي بهم إلى الشعور بالقلق حيال مكانتهم بين الرجال وربما يدفع بهم إلى الانخراط في سلوكيات خطرة وغير متكيفة مع المجتمع بـُـغية إثبات تمتعهم بالفعل بمكانة الرجولة، من قبيل مثلا عدم زيارة الطبيب لأن ذلك ليس أمرًا “رجوليـًا”، أو الاتجاه لمعاقرة الخمر أو التدخين، أو عدم الانسحاب من المشاجرات لأن تلك أمور “رجولية”.

 

وتخلص “أطروحة الرجولة المزعزعة” تلك إلى ثلاث استنتاجات رئيسية مفادها أن قدر القلق والتوتر الذي يشعر به الرجال حيال وضعهم الجنساني إنما يفوق كثيرًا ما تشعر به النساء، لذلك يتجنب الرجال أي أوضاع تهدد مكانة رجولتهم خصوصـًا تلك المواقف التي يجب أن تكون تصرفاتهم في ظلها مترافقة مع شيء من طابع الأنوثة، بل ويتخذ الرجال أيضـًا خطوات تهدف لإظهار أو إعادة التأكيد على مكانة رجولتهم حينما تتعرض للتهديد، حتى وإن اتسمت مثل تلك الخطوات بأنها خطرة، أو عدائية، أو طائشة.

 

المصدر

 

 

2 تعليقان

أول مجلة الكترونية تهتم بنشر ثقافة علم النفس بجميع فروعه في العالم العربي، لغتنا العربية تعكس نطاق انتشارنا، نسعى لخدمة المجتمعات العامة والخاصة، المنظمات الحكومية والشركات التجارية.

اقراء المزيد …